الطريق طويل.. وليست العبرة أن نصل العبرة أن نموت ونحن في الطريق الصحيح

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

احذر قطـــاع الطريــق


احذر قطاع الطريق

مدخل:


(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة:6]

سؤال الله الهداية في كل يوم تجعل الإنسان يتفكر ويتأمل ألسنا مهتدين مادمنا ننطق بالشهادتين ونؤدي العبادات التي أمر الله بها فما هي حاجتنا لطلب الهداية إذاً...؟؟


*****

فبينما تسير مستقيما على دين الله إذ يعترض لك قطاع يقطعون عليك الطريق فلا يصل الإيمان للقلب وإن عملت الجوارح فوجب التنبه وأخذ الحيطة والحذر وحمل العدة والعتاد لمواجهة القطاع حتى تسير لله على الصراط المستقيم.


*****



(الذنب يقطع الطريق)


قال ابن القيم رحمه الله تعالى:


((الذنوب : تضعف سير القلوب إلى الله والدار الآخرة أو تعوقه أو توقفه أو تقطعه عن السير , فلا تدعه يخطو إلى الله خطوة , هذا إن لم ترده عن وجهته إلى الوراء , فالذنب يحجب الواصل , ويقطع السائر , وينكس الطالب , والقلب إنما يسير إلى الله بقوته ,, فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعاً يبعد تداركه))...

*****



(صديق السوء يقطع الطريق)


نعم صديق السوء يقطع عليك طريق الهداية ويقطع عليك كل خير بل ولا يرشدك إليه ,, فأينما خير توجهت إليه قطعه عليك بمشاركته في المعاصي ,, أو الأخذ بيدك لمكان آخر بعيد كل البعد عن الخير,, فصديق السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة..


ولهذا أرشدنا الحق تبارك وتعالى إلى أن نصبر على الصحبة الصالحة ونسير بصحبتهم في طريق الهداية قال الله عز وجل : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } [ الكهف: 28] .

*****



 (الفتن تقطع الطريق)


والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها واعتلالها وبعدها عن طريق الهداية، فتجعل القلب مريضا منكساً في وحل الضلال.


وقد جاء في وصف القلب المنكوس ما أخرجه مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربه نكتت فيه نُكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مربادًا كالكوز مجخيًا (أي مقلوبا)، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه، وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض".

*****




(الشهوات تقطع الطريق)


أمراض الشهوات: هي فساد يحصل للقلب تفسد به إرادته للحق، بحيث يبغض الحق النافع، ويحب الباطل الضار، ومنشأها الهوى، فإن الإنسان يعرف الحق لكن لا يريده؛ لأن له هوى مخالفا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

. قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -: (القلب يعترضه مرضان يتواردان عليه إذا استحكما فيه كان هلاكه وموته، وهما مرض الشهوات ومرض الشبهات، هذا أصل داء الخلق إلا من عافاه الله).

وقال أيضًا – رحمه الله تعالى -: (مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان، وهما: الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها).

*****




(الشبهات تقطع الطريق)


أمراض الشبهات: هي فساد يحصل للقلب يفسد به تصوره للحق، بحيث لا يراه حقًّا أو يراه على خلاف ما هو عليه أو ينقص إدراكه.


ومنشأ أمراض الشبهات (الجهل) فإن الإنسان الجاهل يفعل الباطل ويظنه حقًّا، وهذا مرض وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق فيها بالباطل، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل.


وكثير ما يقع الإنسان في شبهات تصده عن قبول الحق فيرضى بالباطل ويعرض عن الحق وهذا قد يقطع عليه طريق وصول الإيمان للقلب.


قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في بيان خطورة مرض الشبهات ومنشأ هذا المرض: (الفتنة نوعان : فتنة الشبهات وهي أعظم الفتنتين وفتنة الشهوات، وقد يجتمعان للعبد، وقد ينفرد بإحداهما. ففتنة الشبهات من ضعف البصيرة وقلة العلم ولا سيما إذا اقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى. فهنالك الفتنة العظمى، والمصيبة الكبرى، فقل ما شئت في ضلال سيئ القصد، الحاكم عليه الهوى لا الهدى، مع ضعف بصيرته، وقلة علمه بما بعث الله به رسوله، فهو من الذين قال الله فيهم: { إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى }


[النجم: من الآية23].


 


وهذه الفتنة مآلها إلى الكفر والنفاق، وهي فتنة المنافقين، وفتنة أهل البدع على حسب مراتب بدعهم، فجميعهم إنما ابتدعوا من فتنة الشبهات التي اشتبه عليهم فيها الحق بالباطل والهدى والضلال.


وهذه الفتنة تنشأ تارة من فهم فاسد، وتارة من نقل كاذب، وتارة من حق ثابت خفي على الرجل فلم يظفر به، وتارة من غرض فاسد، وهوى متبع، فهي من عمى في البصيرة، وفساد في الإرادة.



وبين ابن تيمية رحمه الله تعالى – أن سورة القرآن الكريم شفاء لأمراض القلوب والأبدان. وقال أيضًا: (جماع أمراض القلب هي: أمراض الشبهات وأمراض الشهوات، والقرآن شفاء للنوعين).


ومن أراد أن يحمي قلبه من  قطاع الطرق فعليه بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم  قال تعالى: [ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين [[سورة يونس:57].

*****




(شياطين الجن والإنس تقطع الطريق)


الصراط قد انتصب عليه شياطين الإنس والجن كما قال الله تعالى حكاية عن قول إبليس في سورة الأعراف ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) [الأعراف:16-17].


إذن هذا الصراط قد انتصب عليه شياطين الجن يضلوك ويثبطوك عن المُضِي فيه، فاحذر منهم، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وعليك بالمعوذات التي أمر بقراءتها رسول الله صلى الله عليه وسلم صبح مساء.

واسأل الله دائمًا الثبات عليه، اسأل الله دائمًا، وأنت تقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة:6].

*****





الخاتمة:

فلنحذر أن يقطع طريق الهداية أحد القطاع وهم كثر وما ذكر هنا قلة منهم فلهذا تتكرر حاجتنا لطلب الهداية من الله عز وجل.

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة:6]

فنعلم علم اليقين أن حاجتنا للهداية مطلوبة في كل وقت فلهذا كانت الحكمة من تكرار طلب الهداية في كل ركعة عند قراءة الفاتحة في الصلاة فلا نظن أنّ هذا الصراط، إذا هدينا عليه أول الأمر، لسنا بحاجة  إلى تثبيت السير عليه

فإنّ هذا الصراط المستقيم نحتاج دائمًا إلى العناية بأنفسنا عليه،


هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


مقال مختصر بعنوان (احذر قطاع الطريق)

بقلم: محبوبة.

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

من سُرَّ بعمله فقد راءى نفسه ::



من سُرَّ بعمله فقد راءى نفسه ::




هل شعرت يوما ما بعد أدائك للصلاة أنك أديت حق الله عليك؟
هل شعرت يوما وأنت تعطي للمسكين صدقة من مالك أنك من خير الناس وأفضلهم على الله؟
هل سولت لك نفسك يوماً أنك عندما تنصح غيرك بالخير فتكون ملكت الدنيا بما فيها؟
هل يراودك هذا الشعور عندما تتقن العمل وتحسنه أنه من أفضل الأعمال عند الله؟
هل جرك هذا الشعور بالإعجاب بالعمل والإعجاب بما قدمت النفس ,, بل تولد الغرور بالعمل؟







هنا قف //



هل تعلم أن الغرور بالعمل سوء أدب مع الله سبحانه , وصاحب العمل المسكين لا يدري هل قبل عمله أم لا ؟
هل تعلم أن الذي يعجب بعمله أنه يخشى عليه من مراءاة نفسه ؟؟
هل تعلم أن الركون إلى العمل ركون إلى الضعف .. فتفطن واعلم لمن تركن في عملك؟؟



يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها , وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفاراً عقيب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه
..................................................






بعض الناس إذا فعل الطاعات والقربات واستمر على ذلك أياماً اطمأن لعمله وركن إليه وارتاحت نفسه لطاعاته ورضي بما يقدم لله , بل يتولد أحياناً شعور أنه أدى حق الله عليه , وقد يجره هذا الشعور إلى الإعجاب بعمله والسرور به والغرور به





والصالحون لا يفعلون ذلك وليس هذا من صفاتهم ,, لأن الصالحين دائماً مشفقين من ربهم ويخافون ألا تقبل أعمالهم ,,هذا وهي خالصة له سبحانه ,
ولا يأمنون على أعمالهم , أن يكون قد شابها ما يردها عند الله فلا يقبلها سبحانه ,,





قال الله سبحانه

((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ))

المؤمنون 60


قالت عائشة رضي الله عنها : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ,, فقلت : أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون ؟ فقال

: (( لا يا ابنة الصديق , ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم ))
رواه الترمذي وصححه الألباني .
_____________________________



الركون إلى العمل لا يبرر أنك من أصحاب الجنة

ولذلك عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دخول الجنة بالعمل قال

(( إلا أن يتغمدني الله برحمته))


هل سمعت بذلك المَلَك الذي من أول خلقه وهو ساجد لله تعالى وفي يوم القيامة يرفع رأسه ويرى الجبار جل في علاه فيقول

(( سبحانك ما عبدناك حق عبادتك))


حين يرى جلال الله وعظمته يحتقر عمله ويرى أن الله يستحق أن يعبد أكثر من ذلك سبحانه ,, فكيف بك أيها المسكين وقد غرك عملك أما تخشى أن تكون من الذين قال الله تعالى فيهم

((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ))
...................................


قال تعالى

( والمسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَار)



قال الحسن – رحمه الله

مدوا صلاتهم إلى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله عز وجل,

وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثاً .
....................................................



وفي أجل المواقف وأعظم الأماكن وأفضل العبادات عقب الإفاضة من عرفات
يأمر الله عباده بالاستغفار

 ((ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))

البقرة 198- 199.


حتى يُعلم أن العمل مهما كان فيه من حسن وإخلاص لا ينبغي أن يركن الإنسان له ولا يعتقد أنه هو السبب الأول لدخول الجنة وأن من حقه على الله أن يدخله الجنة بهذا العمل ,,فالاعتماد على العمل سوء أدب مع الله ,,وهو لا يدري قدر ذنوبه ,, ولا يدري هل قبل أم لا,, فينبغي طلب الرحمة من الله,, ويعمل فكل ميسر لما خلق له ويركن إلى خالقه الذي امتن عليه بفعل هذا العمل ويتبع العمل بالاستغفار فلا يخلو من التقصير , والله غفور رحيم.
هذا والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
دونته بتاريخ: 9/3/1430هـ

الخميس، 12 سبتمبر 2013

الدعاء بالجوامع من الدعاء



الدعاء بالجوامع من الدعاء.

أي أن الداعي يدعو بجوامع الكلم كما كان هدي الرسول الله r فقد كان يدعو بالجوامع فعن فروة بن نوفل قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن دعاء كان يدعو به رسول الله r فقالت: كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل» [رواه مسلم 17/ وأبو داود 1535].
وقد فصَّل رسول الله r كذلك الدعاء تفصيلاً ولكن ربما يزل الداعي بالتفصيل بكلمة فيها خطأ إما في العقيدة أو في الأدب مع الله فيفضل الالتزام بالمأثور قدر المستطاع لما فيه من أمن من الزلل والخطأ ومن الأدعية الشاملة لخير الدنيا والآخرة } رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { [البقرة].
 الداعي يبدأ بنفسه
إن من الأدب بداية الداعي بنفسه؛ لأن ذلك الدعاء يرجع فائدته له ومن ثم لأخيه المسلم فقد جاء على لسان عباد الله المؤمنين:
 } رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ { [الحشر: 10]، وقوله تعالى: } قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { [الأعراف]،
وقوله تعالى: } رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ { [إبراهيم].
وهذا ديدن المؤمنين يشركون معهم إخوانهم في دعائهم لينالهم نصيب من الخير فعن ابن عباس عن أبي بن كعب «أن رسول الله r كان إذا ذكر أحدًا فدعا له بدأ بنفسه» [صحيح رواه الترمذي 9/1327].
 ولم يكن ذلك عادة لرسول الله r فقد قال لابن عباس «اللهم فقهه في الدين»([1])، وقال: «اللهم اهد أم أبي هريرة»، وقال: «اللهم اهد دوسًا وأت بهم».

والدعاء فيه خير عظيم أرأيت إذا أحسنت لمسلم ألا يكون لك أجر؟ بل أجور وحسنات مضاعفة فإنك إذا دعوت لإخوانك المسلمين فإن الله بكرمه ورحمته يعطيك عن كل مسلم حسنة بل حسنات والله يضاعف لمن يشاء، ودعوة الأخ المسلم لأخيه في ظهر الغيب حرية بالإجابة مثل: اللهم اغفر لي وللمسلمين.

* * * *


([1]الخضيري، عبد الله. الدعاء، ص35-38 [بتصرف].