الدرس (٦)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
الأنبياء والمرسلين
الرب
( (..
وهو اسم عظيم لله جلّ وعلا تكرر وروده في القرآن
اكثر من خمسمائة مرّه
قال تعالى (( الحمدلله رب العالمين ((
ومعنى الرب : أي ذي
الربوبية على خلقه أجمعين خلقاً وملكاً وتصرفاً وتدبيراً
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى (( إن الرب هو القادر الخالق البارئ
المصور
الحيّ القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد المعطي المانع الضار
النافع المقدم المؤخر الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ويسعد من يشاء ويشقي من يشاء
ويعز من يشاء ويذل من يشاء إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه
من الأسماء الحسنى )) اه
لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا معقب لحكمه
ولا راد لأمره ولا مبدل لكلماته تعرج الملائكة والروح إليه وتعرض الأعمال أول
النهار وآخره عليه فيقدر المقادير ويوقت المواقيت ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها
قائماً بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه.
ربوبيته سبحانه وتعالى نوعان :
ربوبية عامة تشمل كل مخلوق براً وفاجراً مؤمناً أو
كافراً سعيداً أو شقياً مهتدياً أو ضالاً وهي تربيته لهم أجمعين بالخلق والرزق
والتدبير
والإنعام والعطاء وكشف الكروب وإغاثة الملهوفين
وإجابة المضطرين
وتربية خاصة لأوليائه حيث رباهم فوفقهم للإيمان به
والقيام بعبوديته
وغذّاهم بمعرفته والإنابة اليه وأخرجهم من الظلمات
إلى النّور ويسرهم لليسرى وجنبهم العسرى ويسرهم لكل خير وحفظهم من كل شر .
ثم إن إيمان العبد بالله رباً يستلزم إخلاص العبادة
له وكمال الذل بين يديه قال تعالى (( وأنا
ربكم فاعبدون))
فكونه سبحانه رب العالمين يقتضي ألا يتركهم سدى
وهملاً لا يؤمرون ولا ينهون بل خلقهم لطاعته وأوجدهم لعبادته فالسعيد منهم من
أطاعه وعبده والشقي منهم من عصاه واتبع هواه ومن آمن بربوبية الله ورضي
بالله رباً رضي بما يأمره به وينهاه عنه ويقسمه له ويقدره عليه ويعطيه إياه ويمنعه
منه ومتى لم يرض بذلك لم يكن محققاً الرضى بالله ربّاً من كل الوجوه وفي الحديث
:
(( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ،
وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولاً((
رواه مسلم
هذا وإن شهود العبد انفراد الرب تبارك وتعالى بالخلق
والحكم وأنه ما شاء كان ومالم يشأ لم يكن وأنه لا تتحرك ذرّة إلا بإذنه ، وأن
الخلق مقهورون تحت قبضته ، وأنه ما من
قلب إلا وهو بين اصبعين من أصابعه إن شاء أن يقيمه
أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه فيه تحقيق لمقام (( إياك نعبد وإياك نستعين ((
انتهى كلام المؤلف .
أخي
الغالي وأختي الغالية
لابد
لنا من محاسبة لأنفسنا ومراقبة لقلوبنا فإن الرب جلّ وعلا هو المعطي والمنعم وهو
من تفضل علينا بما نتقلب فيه من حال طيبة وصحة وأمن الا يستحق الشكر
قل لي
بربك لو أن إنساناً تفضل عليك بمعروف فماذا أنت فاعل له لرد جميله ولله المثل
الأعلى سبحانه فالله أعطانا كثيراً ورزقنا كثيراً
فأين الشاكرون
أين العابدون أين نحن من نعظيم ربنا والله إننا لنحزن على حالنا مع الله ؟؟؟؟؟؟؟
ماذا
قدمنا للمنعم الجبار !!!!!
انتشر
بيننا الحسد والغيبة والقال والقيل بدون فائدة
يانفس
توبي ؟؟؟؟
يانفس
ارجعي لربك !!!
فالأجل
قريب والمغادرة ليست بعيدة
إلا
عند الغافلون
اللهم
انصر المسلمين وارزقهم الصبر ومكّن لهم يارب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق