الدعاء بالجوامع من الدعاء.
أي أن الداعي يدعو بجوامع الكلم كما كان هدي الرسول الله r فقد كان يدعو بالجوامع فعن فروة بن نوفل قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن دعاء كان يدعو به رسول الله r فقالت: كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل» [رواه مسلم 17/ وأبو داود 1535].
وقد فصَّل رسول الله r كذلك الدعاء تفصيلاً ولكن ربما يزل الداعي بالتفصيل بكلمة فيها خطأ إما في العقيدة أو في الأدب مع الله فيفضل الالتزام بالمأثور قدر المستطاع لما فيه من أمن من الزلل والخطأ ومن الأدعية الشاملة لخير الدنيا والآخرة } رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { [البقرة].
الداعي يبدأ بنفسه
إن من الأدب بداية الداعي بنفسه؛ لأن ذلك الدعاء يرجع فائدته له ومن ثم لأخيه المسلم فقد جاء على لسان عباد الله المؤمنين:
} رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ { [الحشر: 10]، وقوله تعالى: } قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { [الأعراف]،
وقوله تعالى: } رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ { [إبراهيم].
وهذا ديدن المؤمنين يشركون معهم إخوانهم في دعائهم لينالهم نصيب من الخير فعن ابن عباس عن أبي بن كعب «أن رسول الله r كان إذا ذكر أحدًا فدعا له بدأ بنفسه» [صحيح رواه الترمذي 9/1327].
ولم يكن ذلك عادة لرسول الله r فقد قال لابن عباس «اللهم فقهه في الدين»([1])، وقال: «اللهم اهد أم أبي هريرة»، وقال: «اللهم اهد دوسًا وأت بهم».
والدعاء فيه خير عظيم أرأيت إذا أحسنت لمسلم ألا يكون لك أجر؟ بل أجور وحسنات مضاعفة فإنك إذا دعوت لإخوانك المسلمين فإن الله بكرمه ورحمته يعطيك عن كل مسلم حسنة بل حسنات والله يضاعف لمن يشاء، ودعوة الأخ المسلم لأخيه في ظهر الغيب حرية بالإجابة مثل: اللهم اغفر لي وللمسلمين.
* * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق