الطريق طويل.. وليست العبرة أن نصل العبرة أن نموت ونحن في الطريق الصحيح

الخميس، 12 سبتمبر 2013

كلمات عزاء من أم الدرداء





كلمات عزاء من أم الدرداء


كلمات عزاء من أم الدرداء رحمها الله تعالى ، وكلمات نصح ممن يشبه كلامه كلام الأنبياء عليهم الصلاة و السلام:


أم الدرداء هي: أم الدرداء الصغرى زوج أبي الدرداء اسمها هجيمة ويقال جهيمة بنت حيي ويقال بنت حي الأوصابية ويقال: الوصابية كانت زاهدة فقيهة.( تهذيب الكمال ج35/ص352)


وقد روى البخاري في الأدب المفرد باب السباب ( 420 )عن أم الدرداء أن رجلا أتاها فقال: إن رجلا نال منك عند عبد الملك فقالت: ( إن نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا). قال الألباني:حسن الإسناد .
وأبن الرجل : اتهمه وعابه.




إنها كلمات عزاء وتسلية لكل من يلقى ممن حوله ظلما وافتراء، وإلى كل معلم يسقي طلابه صفو العلم وصافي الوداد ويمحض لهم النصح ويذكرهم بدعواته في ظهر الغيب ثم يفاجأ أن منهم من يكيل له التهم في دينه وأمانته وأخلاقه
كلمات عزاء من صحابية جليلة فقيهة لنتأملها ونقف معها، فمن منّا لم يمدح بأمور يعلم أنه ليس أهلا لها.


كم يسمع المعلم من طلابه من كلمات شكر وثناء بل تزكية وأوصاف يعلم أنه دونها بكثير ويعلم أن سبب هذا الثناء تلك النعمة العظيمة التي نغفل عن شكرها ألا وهي نعمة الستر، فلو كانت للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس إليه ، إنه الستر الجميل الذي سترنا الله به في الدنيا ،ومع ذلك قد يفرح بتلك الكلمات و يرضاها ولا يصرح أنه ليس كذلك حتى لا يجاهر بمعاصيه وتقصيره، ويكفي أن يقول: اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ، واجعلني خيرا مما يظنون.
 كما لا يسمح بالاسترسال حتى لا يغتر.


أما ما يؤبّن به العبد أي يتهم به ، فقد يجرحه خاصة إذا صدر ممن لا يتوقع منهم ويتألم وينسى أنه قد زكي بما ليس فيه فرضي .
فلننظر إلى فقه أم الدرداء رحمها الله تعالى فعندما بُلغت بما ساءها أجابت بهذه الإجابة (إن نؤبّن )أي نُتهم (بما ليس فينا فقد زكينا بما ليس فينا ).


ومع هذه الكلمات الموجهة لمن نيل منهم وأوذوا ظلما وبغيا فهذه كلمات نهمس بها في أذن من ابتلاه الله تعالى باتهام الناس بما ليس فيهم ، وتتبع العورات ، وسوء الظن بالمسلمين وهي نصيحة أغلى من كنوز الدنيا قالها من كان كلامه يشبه كلام الأنبياء وهو الحسن البصري فقد روى قوله:
( عَلَامَةُ إعْرَاضِ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ اشْتِغَالُهُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ
[خذلاناً من الله عز وجل ]، وَإِنَّ امْرَأً لَوْ ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنْ عُمْرِهِ فِي غَيْرِ مَا خُلِقَ لَهُ لَجَدِيرٌ أَنْ تَطُولَ حَسْرَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).

قال بعضهم: فمن أراد أن يعرف منزلته عند الله فلينظر بمَ شغله الله.
إنها والله نصيحة من مشفق حذر أن يضيع عمرك فيما لا يعود عليك بالنفع ولا يلبس عليك الشيطان الحق بالباطل ويوهمك أن هذا من النصيحة فتخط يدك ما قد يجر عليك الحسرات في وقت أنت أحوج فيه إلى الحسنات.

ولا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة إن تراه

إنها أيام وسنغادر الدنيا ولن نصحب معنا إلا ما قدمنا من عمل فمؤنس أو موحش..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق