الدرس
( ١٢)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
الأنبياء والمرسلين
( الرزاق
، الرازق )
وقد ورد اسم الله ( الرزّاق
)
في مواضع من القرآن منها (( إن الله هو الرزاق ذو
القوة المتين ((
فالله سبحانه هو الرّزاق : أي المتكفل بأرزاق العباد
القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها قال تعالى ((
ومامن دآبة في الأرض إلا على الله رزقها ((
وقد ذكّر سبحانه وتعالى عباده في مواضع عديدة من
القرآن الكريم أنه هو وحده رازقهم المتكفل بأقواتهم وأرزاقهم وقد جاء التذكير بهذا
في القرآن في مقامين : مقام التفضيل والامتنان ومقام الدعوة إلى الطاعة
والخير والإحسان .
وقد أمر الله تعالى بالإنفاق في سبيله ((
يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم ((
وأمرهم بالشكر
ونهاهم عن قتل الأولاد خوف من الفقر
وقد حث الله على السعي في طلب الرزق الحلال (( فامشوا
في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ((
ورزق الله لعباده نوعان :
الأول : رزق عام يشمل البر والفاجر والمؤمن والكافر وهو رزق
الأبدان
ولا يعني رزقه سبحانه للكافر وتوسعته عليه بالأموال
والأولاد ونحو ذلك رضاه عنه فإنه سبحانه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب
قال تعالى (( أيحسبون
أنما نمدهم به من مال وبنين ، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ((
وليس كثرة العطاء في الدنيا دليلاً على كرامة العبد
عند الله كما أن قلته ليس دليلاً على هوانه عنده
النوع الثاني :
رزق خاص وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان
والرزق الحلال الذين يعين عل صلاح الدين
وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه
حكمته ورحمته ويتم سبحانه كرامته لهم ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنات
النعيم
وقد حذر الله سبحانه عباده من الانشغال برزق الدنيا
الفاني عن رزق الآخرة الباقي، فقال تعالى :
((ماعندكم
ينفد وما عند الله باق ))
والعاقل لا يشغله رزق الدنيا وإن كثر عن الغاية التي خلق لأجلها وأوجد لتحقيقها
وهي عبادة الله وإخلاص الدين له
انتهى كلام المؤلف
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق