الطريق طويل.. وليست العبرة أن نصل العبرة أن نموت ونحن في الطريق الصحيح

الأحد، 1 سبتمبر 2013

فقه الأسماء الحسنى(4)

الدرس (٤)
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين 
أسماء الله تعالى غير محصورة : 
إن من القواعد المهمة في باب الأسماء والصفات أن أسماء الله الحسنى لا تدخل تحت الحصر ولا تحدد بعدد معين وقد ورد في السنة 
النبوية دلائل واضحات تقرر هذا الأمر 
فقد ثبت في المسند وغيره من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم 
قال :(( ما أصاب عبداً همُ ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك وابن عبدك 
وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضائك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك ، أو أستأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً )) 
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (( فجعل أسماء الله ثلاثة أقسام : 
قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم ينزل به كتابه وقسم أنزل به كتابه فتعرّف به إلى عباده . 
وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يُطلع عليه أحداً من خلقه ولهذا قال 
(( استأثرت به )) أي تفرّدت بعلمه )) 
وبهذه الدلائل يتبين أن أسماء الله غير محصورة في عدد معين 
وأما الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة .… )) فلا يفيد حصر أسماء الله في هذا العدد المعين المذكور في الحديث 
قال النووي رحمه الله تعالى (( واتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسماء الله سبحانه وتعالى فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين 
وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء ولهذا جاء في الحديث الآخر : أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، ……… والله اعلم )) أه 
انتهى كلام المؤلف .




أخي الغالي وأختي الغالية 
لعلنا نجعل تحت كل درس فائدة إضافية خارجة عن الدرس 
نحن في زمن كثرت فيه المغريات والملهيات والتفت الناس عن رب البريات وانشغلوا بحطام الدنيا 
فيا عباد الله إلى متى الغفلة ؟ وإلى متى ونحن غارقون في هذه المعاصي؟ ومن المحزن أن ترى المبررات لإباحة ما يرتكبه الإنسان من معصية بمبررات لا تستساغ .
اللهم سلمنا ونجنا من المعاصي وأعنّا على فعل الطاعات والقرب منه سبحانه 
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان 
والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق