الطريق طويل.. وليست العبرة أن نصل العبرة أن نموت ونحن في الطريق الصحيح

الخميس، 12 سبتمبر 2013

فقه الأسماء الحسنى(17)


الدرس (
١٧)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
(
البَصِير )
وهو اسم تكرر وروده في القرآن الكريم في مواضع تزيد على الأربعين منها قوله تعالى (
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
و((
البصير )) أي الذي يرى جميع المبصرات ، ويبصر كل شيء وإن دق وصغر فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في
الليلة الظلماء ويرى مجاري القوت في أعضائها
ومما يجب الإيمان به أنه تبارك وتعالى يبصر بعينين تليقان بجلاله وكماله سبحانه ((
واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ))
ثم إن لهذا الاسم العظيم مقتضياته من الذل والخضوع ودوام المراقبة والإحسان في العبادة والبعد عن المعاصي والذنوب
ومن الأمثلة التي ذكرت في القرآن وختمت بالبصير قوله تعالى ((
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير )) منبهاً بذلك سبحانه أنه بصير بأحوال عباده خبير بها بصير بمن يستحق الهداية
ممن لا يستحقها بصير بمن يصلح حاله بالغنى والمال وبمن يفسد حاله بذلك
وختم بقوله ((
هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير )) أي بصير بالصالح والطالح والمؤمن والكافر ويجزي كلاً بما يستحق
وبهذه الأمثلة يعلم أن استحضار العبد لكون الله سبحانه بصيراً به مطلعاً عليه يفيده فائدة عظيمة في جانبي الترغيب والترهيب فإذا أحسن العبد في عبادته لربه ومجانيته لمعاصيه مستحضراً رؤية الله له واطلاعه عليه فهذا مقام الإحسان وهو أعلى مقامات الدين كما قال عليه الصلاة والسلام في بيان حقيقة الإحسان :((
أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) وكم من شخص كف عن مقارفة المعاصي وغشيان الذنوب لاستحضار رؤية الله له .
قال ابن رجب رحمه الله تعالى ((
راود رجل امرأة في فلاة ليلاً فأبت فقال لها : ما يرانا إلا الكواكب قالت فأين مكوكبها ؟؟ أي لا يرانا
قال تعالى ((
ألم يعلم بأن الله يرى )) انتهي كلام المؤلف فقه الأسماء
( عبد الرزاق البدر )

 لنستشعر هذا الاسم لله سبحانه وتعالى
فمن تفكر فيه نجا من أمور عظام وأعلم أن ذنوب الخلوات هي أساس الانتكاسات وعدم الثبات والعبادات في الخلوات هي أساس الثبات وسبب في حسن الخاتمة
فلنكثر منها ومن جعل الله أمام عينيه وأنه يبصره فلن يزل بإذن الله
ومن غابت عنه المراقبة وقع في المعاصي
أسأل الله أن يرزقنا خشيته في السر والعلن وأن يجعل باطننا خير من ظاهرنا
والحمد لله رب العالمين

أ.فوزية السويلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق